فهد العسكر شاعر كويتي ولد في عام 1917م في سكة عنزة في مدينة الكويت، وتوفي في 15 أغسطس 1951م. يعد من الشعراء الرواد في الكويت، حيث تميز بشعره التجديدي والتحرري، واشتهر بقصائد الهجاء والسخرية التي انتقد فيها الظلم الاجتماعي والفساد السياسي.
نشأ العسكر في عائلة متديّنة، وكان والده إمام مسجد الفهد ومدرس للقرآن، ودرس في المدرسة المباركية في عام 1922 وخرج منها في عام 1930 ثم درس في المدرسة الأحمدية.
بدأ العسكر كتابة الشعر في سن مبكرة، ونظم قصائد في مختلف الأغراض، إلا أنه تميز بشعره التجديدي والتحرري، حيث كان من أوائل الشعراء الكويتيين الذين تناولوا في شعرهم موضوعات جديدة، مثل نقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية، وقضايا المرأة، والحب العذري.
اشتهر العسكر بقصائد الهجاء والسخرية التي انتقد فيها الظلم الاجتماعي والفساد السياسي، ومن أشهر قصائده في هذا المجال قصيدة “الظلم” التي يقول فيها:
يا للمهازلِ والجرائِمِ والمآسي والمساخر
غَدَتِ العذارى كالعقائدِ والمبادئ والضَّمائِر
سِلَعًا تُباعُ وتشترى علنًا بأسواقِ الحَواضِر
والرَّابحون بها لهُمْ منّا التّهاني والبشائِرْ
كما اشتهر بقصائد الحب العذري، ومن أشهر قصائده في هذا المجال قصيدة “كفي الملام ” التي يقول فيها:
كُفي الملامَ وعلليني فالشك أودى باليقينِ
وتناهبت كبدي الشجون فمَن مجيري مِن شجوني
وأمضَّني الداء العياء فَمَن مُغيثي؟ مَن مُعيني؟
أين التي خُلِقَت لتَهواني وباتَت تَجتَويني
الله يا أماه فيَّ تَرَفَّقي لا تَعذُليني
أرهقتِ روحي بالعتاب فأمسكيهِ أو ذريني
أنا شاعرٌ أنا بائسٌ أنا مستهامٌ فاعذُريني
أنا من حنيني في جحيمٍ آه من حر الحنينِ
ضاقت بي الدُنيا دعيني أندب الماضي دعيني
وأنا السجين بعُقرِ داري فاسمعي شكوى السجينِ
بهزال جسمي باصفراري بالتجعد بالغضونِ
توفي العسكر في عام 1951م عن عمر يناهز 34 عاماً، وترك وراءه إرثاً شعرياً متميزاً، يعد من أهم المراجع في تاريخ الشعر الكويتي.
من أهم خصائص شعر فهد العسكر:
- التجديد والتحرري: تميز شعره بالتجديد في الشكل والمضمون، حيث تأثر بالشعر العربي الحديث، وتناول في شعره موضوعات جديدة، مثل نقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية، وقضايا المرأة، والحب العذري.
- قوة العاطفة: كان شعره عاطفياً مؤثراً، حيث عبّر عن مشاعره وأحاسيسه بصدق وقوة.
- سهولة الأسلوب: كان أسلوبه في الشعر سلساً واضحاً، مما جعله قريباً من نفوس القراء.
لقد كان فهد العسكر شاعراً مؤثراً في حياته وبعد مماته، حيث ترك إرثاً شعرياً متميزاً، يعد من أهم المراجع في تاريخ الشعر الكويتي.