أنهآر – تغطيات :
ضمن فعاليات مهرجان جرش وأمسياته الشعرية، أقامت رابطة الكتاب أمسية شعرية، في المركز الثقافي الملكي، يوم الثلاثاء الماضي، وشملت مشاركة الشاعر الكويتي علي المسعودي والشاعرة السورية ليندا إبراهيم والشاعرة الدكتورة مها العتوم والشاعر الدكتور بكر السواعدة وتقديم الشاعرة الدكتورة وفاء جعبور بحضور ممثل الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين الأستاذ الشاعر إسلام علقم وجمهور نوعي من محبي الشعر.
بدت الشاعرة د. وفاء جعبور متألقة في التعريف بالشعراء وبقراءة نصوص مقتطفة من أشعارهم، معتزة بهذه النشاطات الثقافية وبأهميتها مستذكرة النضال والصمود في فلسطين. وقرأ الشاعر الكويتي علي المسعودي قصائد وطنية أكدت على تجذر العروبة فيه وبعشقه للمسجد الأقصى وما به من أمل في تحريره منها:
«جرد سيوفك واصمد أيها البطل/ تستسهل الموت في تحرير مسجدنا/ إذ هكذا ورّدت يا سعدنا الإبل/ يا ناصر الحق إيمانا فقبلتنا/ قد جادها الغيث مما فيك ينهطل/ كنا اليباب وقد أهديتنا مطرا/ يا رضا الله وجهًا بات يبتهل».
أما الشاعرة السورية ليندا إبراهيم فأنشدت بهدوء عذب قصائدها وكان الوجدان والوطن حاضرين ألحانا في تراتيلها: «أنا عائدٌ يا «إخوتي»/ دقُّوا لأجلي كلَّ أجراسِ الحنينِ.. وهيِّئوا كلَّ التكايا، والزوايا، والبخورَ/ خزائنَ القمحِ النَّضير/ ونِسوةً قطَّعْنَ أيدِيَهُنَّ من ولهٍ عَـلَيَّا!/ سَأقولُ يا «حلمي» وداعاً/ ذا «قميصي» قُـدَّ من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ/ وتلكَ «غيابةُ» الحُبِّ العليِّ تجدُّ بي وجداً لأرجعَ/ ليس تعنيني النُّبُوءةُ، والكواكبُ!/ بل دموعُ «أبي» النَّبيّ تطلُّ من حولي بُكِيَّا/ أنا عائدٌ من غربتي/ هذا «قميصِي»، خالصاً، أودعتُه السِّرَّ العَصِيَّا/ صُبُّوا دموعَ الوجدِ من مُقلِ المراثي/ وارفعُوا لي عرشَ والدِنَا عَلِيَّا/ أنا يوسُفُ.. الجبُّ.. العزيز..».
ومن ثم جاء الشعر الأردني المساند الملتحم مع الصمود في فلسطين على لسان الشاعرة القديرة د. مها العتوم والتي آثرت التوحد نفسيا مع النساء الصابرات هناك ومع الشهداء كما الجذور تعانق الجذور:
النساءُ اللواتي يُجَرجرنَ عتمتَهنَّ/ ليرفعنَ فجرًا يضيءُ الكلامْ/ النساءُ اللواتي ثُكِلن بأفراخِهنَّ/ ليُطلقنَ سربَ الحمامْ/ نساءُ فلسطينَ/ والعائداتُ بأكفانِ عشّاقهنَّ الخفيفينَ/ من مصرَ حتّى حدودِ الشآمْ/ عليهنّ – دونَ النساءِ –/ السلامْ
وقد ختم الأمسية الشاعر د. بكر السواعدة الذي أنشد عزة النفس والكرامة صارخا جاذبا الجمهور مع قصائده الحماسية التي تبعث الأمل:
«الله أكبرُ تلك أعذاقُ المنى/ تبدو ونبض قلوبهم إيمانُ/ أنّ الزمان يسوؤهم بصروفه/ وتسرّهم رغم الأسى أزمان/ لا خوفَ يوقِفُهم إذِ انفسح المدى/ أملًا، ولن يطأ السماءَ جبانُ/ هم أشعلوا النبراسَ حين تأجّجتْ/ بقلوبهم وعيونهم نيرانُ/ تطفي لهيب الخوفِ، تلفح صمتَنا/ فصليلُ ثورتِهم هدًى وبيانُ/ وصهيلُ نخوتِهم يؤزّ سكونَنا/ قوموا؛ فنومُ المرجفين هوانُ/ إنّ الطيورَ لتفتدي أعشاشَها/ أوَليس يَفدي أرضَه الإنسانُ».
وفي نهاية الأمسية دعت الشاعرة د. وفاء جعبور الشاعر إسلام لتقديم شهادات التكريم للشعراء المشاركين والتقاط الصور التذكارية.