أنهآر – متابعات :
ناصر الشفيري – الشارقة
اختتمت مساء الأحد في قصر الثقافة بالشارقة، فعاليات الدورة الحادية والعشرين من مهرجان الشارقة للشعر العربي، بقراءات أكدت قوة الإنسان وتساميه وتعايشه مع ظروف الحياة. كما اشتملت الأمسية على لغة شعرية برزت فيها الأفكار الفلسفية ومفردات الثبات على الأرض.
حضر الأمسية وكرّم المشاركين عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد بن إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة.
وفي الأمسية التي أدارها الإعلامي السوداني عبداللطيف محجوب، قرأ الشاعر الموريتاني شيخنا عمر قصائد عبّرت عن إحساسه الإيجابي ومحبته للآخرين ومبادرته للقرب منهم، كما حملت قصيدته يده الممدودة للحب وعزفه لحن هزيمة الشيطان. كما برزت صورة الظل والقامات والقلب الخالي من الغل.
وذهبت الشاعرة الليبية فاطمة مفتاح في قصيدة “قبضة رمل” إلى رمزية التعايش مع الحياة وظروفها والتزود لها، لتبرز في القصيده النجوم الحمراء ومشهد حبّات القمح التي تضطرب لانحناءتها الصحراء، وحزمة الغبار كفكرة صحراوية مؤثرة في الشاعرة ومؤلمة لمحيطها الجمعي.
وقدّم الشاعر الإماراتي علي الشعالي قصيدةً مكثفة بالتحديات والظروف القاسية التي يتنفس منها الشاعر الحياة، كما برزت الروح المساويه لغابة الشوك التي قمّطها الليل بالصوف المبلول، وأزاح الشاعر أوراق التوت عن وجه الصداقة التي تجاوزها بالخبرة والصمود.
أمّا الشاعر المغربي عمر الراجحي فقد اكتشف كينونته الحقيقية، كطائرٍ يتأرجح بين العشق والشعر، معلقًا أجنحته في الفراغ أمام لا جدوى الكتابة وفقدان الشغف بالأمنيات، في قصيدته “تيهٌ في صحراء الحكمة”.
واشتغل الشاعر العراقي نذير الصميدعي على فلسفة الظلّ والضوء، في تصوير دقيق للعناقيد المتدلية والخفيفة دون نسمة. وفي القصيدة أطلق الشاعر الصميدعي جناح الخيال في تجليات الشعر ورمزيته وتفاصيل المشهد.
وحملت قصائد الشاعر اليمني زين العابدين الضبيبي مفردة الريح، كعنوان بارز للشاعر الثابت كشجرة أمام الريح، وكصخرة مأهولة بالذكريات، في إعلاء للذات المرتبطة بالحقول والأرض، عبر مفردات السنابل وقحيط الحطاب.
وأخيرًا، قرأ الشاعر اسماعيل عبدالرحمن من تشاد، قصائد عبّرت عن احتياجاته الإنسانية وبحثه عن الحضن الدافئ، من خلال صورة مداد العطف التي يخطّ بها الشاعر ثباته، وكذلك صورة الضوء مبدد العتمة.