الإثنين, مارس 31, 2025

قناة التقسيم الصوتي :

spot_img

تابعنا على :

ذات صلة

متفرقات أدبية :

عيد فطر سعيد على الجميع وكل عام وانتم بخير ..

أنهآر :   تتقدم أسرة تحرير مجلة أنهآر الأدبية من الأمتين...

مسكوكة تذكارية لمئوية الشاعر الإماراتي سلطان العويس

  أنهآر - متابعات : تكريماً لاسم وقيمة وإرث الشاعر الإماراتي الراحل...

حوار مع الشاعرة المغربية ندى الحَجّاري 

حاورها: عشور هيلمي استضافت مؤسسة فيلا الفنون بوجدة الشاعرة ندى...

المعركة المثيرة حول رفات جيمس جويس / ترجمة: د. إدريس الكنبوري

خافيير أخا(عن مجلةEltiempo الإسبانية) ترجمة: د. إدريس الكنبوري في الثالث عشر...

صورتك والغياب / ندى نسيم – البحرين

لا شيىء جديد يضفي على ليلتي المعتادة التي ألفت...

حوار مع الشاعرة المغربية ندى الحَجّاري 

حاورها: عشور هيلمي

استضافت مؤسسة فيلا الفنون بوجدة الشاعرة ندى الحَجّاري، في الجلسة الأولى من برنامجها “جلسات رمضانية” تحت شعار “من أجل ثقافة جمالية رفيعة”، يوم السبت 8 مارس 2025 الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة، وحاورها الأستاذ عشور هيلمي، حول تجربتها الشعرية وقضايا الشعر وأزمته، وتلت الحوار قراءة شعرية للشاعرة ضيفة البرنامج، وتخللته مساهمة فنية ممتعة لعازف آلة الهجهوج الفنان كريم موساوي.

وفيما يلي نص الحوار:

✓ هل معنى النسوية تبني مفهوم الأدب النسائي؟

::: يمكن الحديث عن اتجاهات نسوية في الأدب صادرة عن مبدعين من الجنسين، لكن مقولة ‘الأدب النسائي’ تصنيف ذكوري أصبح متجاوَزا. والنسوية ليست اتجاها واحدا، بل هي اتجاهات متباينة متعارضة، بل متناقضة أحيانا، وكلها ‘تناصر’ المرأة، كأن النسوية أصبحت موجة أو موضة أو فرصة انتخابية، ليس هناك أدب رجالي وأدب نسائي، لأن الصراع ليس بين الرجال والنساء، إنما الصراع بين بُنى معيقة للتقدم، وتطلعات حقيقية نحو مستقبل تسوده العدالة والتناغم والانسجام، الصراع بين نزوعات لتدمير الطبيعة والسيطرة على العالم وأخرى تريد التحرر والبناء والتعايش. فالأدب هو الأدب بعيدا عن التصنيفات، يتوق دائما نحو الحلم بما هو أجمل.

✓ ما هي العلاقة بين ندى الشاعرة وندى الطالبة الباحثة في اللغة والآداب الإنجليزية ومسار البحث في الثقافة الخضراء؟

::: تأثرتُ بالشعر الإنجليزي في سلاسة لغته وعمقه وملامسته لجوهر الطبيعة والإنسان وتطلعه وصدوره عن رؤيا جمالية متحررة من الغموض والتكلف، وتأثرت بالمنحى البيئي وأنا أدرس وأبحث أكاديميا بسلك الماستر المتخصص، وحاليا بسلك الدكتوراه، عن تجليات الطبيعة في الشعر المكتوب باللغة الإنجليزية وعلاقتها بالنسوية.

✓ في مجازاتك تتراوح اللغة الشعرية بين أنسنة الطبيعة، كقولك “غيم حاقد”، واستكناه روح الطبيعة كقولك “كنت زهرة ذات يوم”، “الموت ينبت في الخفاء”، وتظلل نصوصَك المَسحةُ الخضراء كما في قصيدة “لوحتان”، ما أهمية هذا البعد في إحساسك الشعري؟

::: هذا السؤال مرتبط بالسؤال السابق، وقد تأثرتُ بالمنحى البيئي وعلاقته بالنسوية في الشعر المكتوب بالإنجليزية، وقد وجدت كثيرا منه يربط بين الإنسان والطبيعة خاصة المرأة، إذ توجد عدة قواسم مشتركة بينهما، فكل من المرأة والطبيعة تتسم بالخصب والغنى وعنفوان الحياة، والقدرة على تحمل الألم، وكل منهما متضرر من الآثار السلبية للثقافة، وهما موضوع استغلال المجتمع… فبدأت أدمج تدريجيا في قصائدي الإحساس بالبيئة الطبيعية، وأخذت تتسرب إلى مجازاتي تعابير شفيفة من مقروئي في الشعر الإنجليزي والأمريكي.

✓ تتمحور أشعارك حول الذات في انفعالاتها وهواجسها وعواطفها وهمومها… وهذا منطلق الشعر، حيث يرتبط النص بالشاعر، كيف تعبر ندى عن الذات الفردية والهم الإنساني عامة؟ هل يصدر الشعر بالضرورة عن تصور للعالم يقف خلف الرؤيا الجمالية؟

::: من الضروري أن يمتلك الشاعر رؤيا وتصورا، وبالنسبة لي أحاول أن أكون صادقة في كتابة قصائدي، ولا أبحث عن المجازات والاستعارات إذا لم تأت تلقائيا، ولا أهتم بالشطب والتعديل، فأكتب نصوصي كما تتناهى إلي من أعماقي، وأدعها كما هي من دون تنميق وزخرفة أو مراعاة أية اعتبارات خارج الإبداع، ولا أقصد الجرأة لذاتها حبا في التفرد، إنما تأتي -إذا اقضت الحال- استجابة للسياق الشعري، وأحرص على الإيجاز كي لا ينفر المتلقي مما أكتبه، فنحن في العصر الرقمي حيث التلقي لا يستغرق سوى ثوانٍ معدودة، فتأتي قصائدي قصيرة بعيدة عن الإسهاب، وأحاول أن أعبر عن مشاعري وهمومي بما يفي بغرض التعبير عن موقفي تجاه العالم.

✓ الكل يتحدث عن تراجع الشعر في العصر الرقمي أمام السرد وخاصة الرواية، وميل الشباب إلى الشعر ضعيف بشكل عام مقارنة بالأجناس الأدبية الأخرى، في مجتمع لا يصنف بأنه قارئ، لماذا لا يُقْبِل المتلقي على الشعر؟ هل هذا له علاقة بالتعليم وبتراجع التربية على التذوق الفني، أم أن الشعر في أزمة؟

::: كل هذه الأسباب التي ذكرت في سؤالك متداخلة، وتقف خلف تراجع الشعر، فالتمثل العام عن الشعر يطابق الفكرة التي تكونت لدينا عنه في حجرات الدراسة، باعتباره نصوصا غامضة صعبة ومملة، كما أن القارئ يتهيب من الشعر، ويراه نخبويا معقدا، بينما يميل القراء إلى الرواية للغتها البسيطة القريبة من الواقع، والمقتربة من لغة السنيما في بسط الأحداث، ما يوفر له متعة القراءة، خاصة مع الروايات التجارية المغرقة في السرد البسيط، ولذلك فإن إصلاح المقررات الدراسية خطوة هامة لرد الاعتبار للشعر، عبر إدراج نصوص مسايرة للعصر بعيدة عن التعقيد والغموض، ومراجعة طرائق تدريسه.

انتهى

spot_imgspot_img