لا شيىء جديد يضفي على ليلتي المعتادة التي ألفت الغياب ، كتابي المفضل في علم النفس سأم تصفحي الدائم وكادت أوراقه ان تتمزق ، وسادتي التي أستند عليها اعتادت على سماع نبضاتي المضطربة ،شمعتي اوشكت ان تنطفئ بعدما تشبعت غرفتي برائحة اللافندر ، كل شيئ يبدو روتيني ماعدا مشاعري التي لا تعرف الصمت والسكون ، تذكرت فجأة صورتك التي خبأتها في خزانة ملابسي القديمة ..منذ ان فارقتني ثلاث سنوات مضت وصورتك تسكن في مكان آمن ، خبأتها في أضلعي أولاً ثم في الدرج السفلي بالتحديد ، فتحت خزانتي، كان الدرج مقفل بإحكام كما انت موجود بداخلي بإحكام وقوة ..فتحت الدرج ،صورتك كما عهدتها ،بملامحك الهادئة الطفولية بوفائها المستحيل ، عاد الحنين اليك رغم السنين ، كأنك الأمس ، اشتقت لكل همس ، وسأمت ليلي الذي ما عادت تشرق بعده الشمس ..
تساءلت في انكسار باحتضان الأقدار ..لماذا رحلت سريعا وتركتني ..أتعبني الغياب ..وانت بعيد عني ..تحت التراب ..
بقلم : ندى نسيم
مملكة البحرين