سعاد الصباح: المعلم كماء زمزم المبارك الذي لا ينضب ولا ينقطع
علي بروجرديان: رعاية سعاد الصباح للجائزة يعكس إيمانها بالمواهب الناشئة
سعدية مفرح: التنوع والخبرة والنزاهة والجدية أساسات لجنة تحكيم الجائزة
نواف الربيع: لولا دعم سعاد الصباح والشراكة مع دارها للثقافة والإبداع لما تحققت الجائزة.
شددت الدكتورة سعاد الصباح على أهمية المدرسة حاضنة للمواهب، وعلى المعلم راعياً لهذه المواهب، وأكدت أن “المعلم كماء زمزم المبارك الذي لا ينضب ولا ينقطع، وهو أحياناً الإعصار الذي يحرق ويقتلع.. فاخترْ أيهما تكون أيها المعلم”.
وقالت الدكتورة سعاد الصباح في كلمة ألقاها نيابة عنها مدير دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع الكاتب علي المسعودي: “كلما دخلتُ مدرسة جرفني الحنين، وكلما شاهدت مريول مدرسة انتابني شغف المعرفة، وكُلما رأيت طالب علم جاداً في تحصيله رَبَّتُّ على كتفه وآويت حلمه”.
جاء ذلك خلال رعاية الدكتورة سعاد الصباح حفل إعلان نتائج النسخة الثالثة من جائزة صلاح الدين للقصة القصيرة للعام 2025، الذي أقامته مدرسة صلاح الدين الثانوية الخميس الماضي، بحضور مدير دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع الكاتب علي المسعودي، ممثلاً للدكتورة سعاد الصباح، ورئيسة لجنة تحكيم الجائزة الشاعرة والإعلامية سعدية مفرح، ومدير المدرسة الأستاذ علي بروجرديان، ومشرف ومؤسس الجائزة الأستاذ نواف الربيع، وأعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية في المدرسة.
وأثنت الدكتورة سعاد الصباح في كلمتها على فكرة الجائزة التي تقدم رؤية استدامة الموهبة، مما يسهم بإثراء الساحة الثقافية في دولة الكويت والوطن العربي.
وقالت: “كم أسعدتني مبادرة ثانوية صلاح الدين في مسابقة القصة القصيرة، وكبُرَ قلبي حتى صار بوسعِ الكون، وأنا أرى مشاركات أبنائي الطلبة في فن القصة القصيرة، ليظل هذا الفن الجميل الأصيل حياً في النفوس”.
شراكة مجتمعية
من جانبه، ذكر مدير المدرسة الأستاذ علي بروجرديان أن الجائزة هي نموذج حقيقي للشراكة المجتمعية بين جهات الدولة، وبخاصة أن النسخة الثانية والثالثة من الجائزة أقيمتا برعاية كريمة من الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، مما يعكس إيمانها الصادق بالمواهب الناشئة، وحرصها على تقديم الدعم الحقيقي لهم.
نزاهة.. وتطوير
بدورها، ذكرت رئيسة لجنة التحكيم سعدية مفرح في كلمتها أن “لجنة التحكيم في هذه المسابقة كانت خارجية، وحرصنا في تشكيلها على التنوع والخبرة، وقد وصلتنا المشاركات القصصية دون أسماء أصحابها أو أسماء مدارسهم، فقرأناها وحللناها واتخذنا قراراتنا بمعزلٍ تام عن أي معرفة شخصية”، مما يدل على نزاهة تحكيم الجائزة وجديته في التعامل مع الموهبة وحدها.
إلى ذلك، عبّر الأستاذ نواف الربيع، مشرف ومؤسس الجائزة، في كلمة له عن دور المعلم في تطوير الموهبة عبر الجوائز والمسابقات الثقافية، كما عبّر عن صادق امتنانه لدار سعاد الصباح للثقافة والإبداع، ممثلة بالشيخة الدكتورة سعاد الصباح والأستاذ علي المسعودي، حيث لم تتحقق هذه النسخة لولا هذه الجهود والدعم الكريم.
فائزون
أما عن نتائج المسابقة، فأعلنها الأستاذ محمد سماح، رئيس قسم اللغة العربية في المدرسة،
وجاءت كالتالي:
حقق الطالب علي البلوشي طالب ثانوية صلاح الدين المركز الأول، بينما حققت الطالبة حبيبة محمود طالبة ثانوية آمنة بنت الأرقم المركز الثاني، وكان المركز الثالث من نصيب الطالبة وداد حسين من ثانوية 25 فبراير، وذهب المركز الرابع للطالبة مريم المنديل من ثانوية مارية القبطية.
وتعتبر جائزة صلاح الدين للقصة القصيرة أحد مشاريع مدرسة صلاح الدين الثانوية في مجال استدامة الموهبة، وهي جائزة مخصصة لطلبة وطالبات المرحلة الثانوية في دولة الكويت، وقد شارك في نسختها الثالثة أكثر من 40 طالب وطالبة من طلبة المرحلة الثانوية، وذلك برعاية كريمة من الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، وشراكة استراتيجية مع دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع.
وقد استقطبت الجائزة ما يقارب مئة مشاركة في نسخها الثلاث من مختلف ثانويات دولة الكويت، مما يعكس تنوع المواهب الشابة في مجال الكتابة الإبداعية، وجهود المعلمين المشرفين وحرص الهيئة التعليمية على استدامة المواهب ودعمها.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الدكتورة سعاد الصباح
الأحباءُ الأحباءُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذُ مَقاعدِ الدرسِ الأولى..
منذُ الفراشاتِ التي انطلقتْ فجأةً مِن طاولةِ صفّي الدافئ..
منذُ صوتِ أُمّي وهي تُودِّعني حينَ الذَّهابِ للمَدرسة..
منذُ حِضْنِ أبي حينَ أَعُود..
منذُ كُلِّ وُجوهِ مُدرّساتي اللاتي تركتُهنَّ في مدرسةِ حليمةِ السعديةِ الابتدائيةِ والخنساءِ المتوسطةِ والمِرقابِ الثانوية..
منذُ ثانويةِ صلاح الدين في مكانِها القديمِ مقابلَ بيتِنا في امصدّه..
منذُ كُلِّ الحروفِ التي كتبتُها.. والحِبْرِ الذي سكبتُهُ،والألوانِ التي مَزجْتُها..
منذُ ذلكَ العُمرِ وأنا في ركْضٍ مُتواصلٍ مع الحَرفِ..
في لعبةِ حَربٍ وسلامٍ مع الكَلمة..
في نزاعٍ دائمٍ مع الفكرةِ والعِبارة.. والقصيدة والكتاب والأمسية
كمْ كتبتُ بالقلمِ، وبالقلبِ، وبالدّمِ، والدّمْع..
وكمْ حاربْتُ وصرخْتُ وقاتلْتُ بأَسناني وبأَسلحتي البَيضاء..
وكم أرسلتُ مَع كُلِّ أغنيةٍ.. دَمعةً..
ومعَ كُلِّ دمعةٍ بَسمةَ أَملٍ.
منذُ ذلكَ اليومِ من أيامِ الثالثِ المتوسطِ عندما هربْتُ منَ المسائلِ الحسابيّةِ، ومعادلاتِ الضَّرْبِ والطرْحِ، لأكتبَ على دفترِ الرياضياتِ قَصيدتي الأُولى..
ومنذُ أنْ ودَّعْتُ الكويتَ لأُكْمِلَ دراساتي العُليا في مصرَ ثم بريطانيا.. وأنا كُلما دخلتُ مدرسةً جَرفَني الحنينُ، وكلما شاهدتُ مريولَ مدرسةٍ انتابني شغف المعرفة، وكُلما رأيتُ طالبَ علمٍ جاداً في تحصيلهِ رَبَّتُّ على كتفِهِ وآويْتُ حُلمَه.
هُنا تُولَدُ المواهِبُ..
وقد تموتُ هُنا أيضاً..
فالمعلِّمُ هو ماءُ زَمزمَ المباركُ الذي لا يَنضَبُ ولا ينقطِعُ..
وهو أحياناً الإعصارُ الذي يَحرِقُ ويقتلِعُ..
فاخترْ أيَّهما تكونُ أيُّها المعلِّمُ..
واختر أيها الطالبِ الإصرارَ في كُلِّ الظروفِ.. لا تكسِرُك كلمةٌ، ولا تُوهِنُ عزمَك حالةُ إهمالٍ..
وكم أسعدتْني مبادرةُ ثانويةِ صلاح الدين في مسابقةِ القصةِ القصيرةِ..
وكبُرَ قلبي حتى صارَ بوِسْعِ الكونِ، وأنا أرى مُشاركاتِ أبنائي الطلبةِ في فَنِّ القصةِ القصيرةِ..
ليَظلَّ هذا الفنُّ الجميلُ الأصيلُ حياً في النُّفوسِ.
فشُكراً للابنِ العزيزِ الأستاذ نواف الربيع على حماسِهِ وإصرارِهِ ودفاعِهِ عنِ الفكرةِ..
وشكراً للأستاذِ المدير علي بروجرديان، والهيئةِ التدريسيةِ، ولجنةِ التحكيمِ، وكُلِّ مَنْ ساهَمَ وآزرَ..
والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه