أنهآر – متابعات :
ناصر الشفيري – الشارقة
تواصل مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الحادية والعشرين، بأمسيته الخامسة التي حملت أسئله وفلسفات الشعراء، وأكدت حضورهم الذاتي من محيطهم الإنساني، كما عززت من حضور المفارقات الشعرية اللافتة في الأفكار والتقنيات.
حضر الأمسية عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، ومحمد بن إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة، والعديد من الشعراء والمثقفين والإعلاميين.
ومن “كلمات العابر الأخيرة”، استطاع الشاعر السعودي محمد إبراهيم يعقوب أن يحمل فلسفته الخاصة إلى الجمهور، خصوصًا وقد أكدت هذه الفلسفة عناوين قصائده مثل “قميص لأوراق بيضاء”، و”حديث شخصي مع العالم”، فحضرت مفردات الماء والطين والليل وتشكّل الإنسان، والوعد المؤجل على باب الغياب.
أمّا الشاعر العراقي سعد محمد، فقد اهتم بمشاهد التقطتها شاعريته الجميلة وأسلوبه القصصي في الشعر، من خلال قصيدة “بالأمس مرّ على المدينة شاعرٌ”، إضافةً إلى تجسيد إحساسه في قصائد أخرى، مثل “بائع الورد”، كحالة تدعو إلى النظر. وقد توشّت الأبيات بصورة الندى المتناثر من الشاعر والبوح للنجم وبناء الممالك من أوتار الحروف.
كما ذهب الشاعر الموريتاني أحمد شيخنا كباد إلى عناوين الزمن في قصائده وسيرورة الإنسان ورحلته في الأبد، فحضر الدهر كمفردة متوهجة والغيب كذلك وأغصان البدء التي تهتز بأسئلة الشاعر أمام مفردتي الروح والجسد.
وبأسلوبه الذي مزج به بين الموروث من المثل الشعبي واستعادة بدايه صرخة الإنسان والحس الصوفي للمريد، كان الشاعر المصري محمد عرب يسافر في التساؤلات ورحلة الذات والصمت، وعززت من هذا التوجه عناوين دواوينه مثل “صورة ميم”، و”طرقه على باب الغريب”.
أمّا الشاعر النيجيري وكيل الحاج عبدالسلام، فقد أبرز قضاياه الفكرية تجاه الكثير من المواقف، عبر ثنائيات ومفارقات الواقع والمتخيل، ومفردات الصبح والجمال والشقاء والعطاء، والوقوف أمام الحظوظ من خلال عناوينه الدالة، مثل “بصمة الذئب المقنّع”، و”تأويل الرؤية”، و”تنويمه الأم المستأجرة”.
وحملت قصائد الشاعرة الإماراتية أمل السهلاوي مفارقات مؤثرة، مثل الموت عطشًا عند تفجّر النبع، وخفقان القلب حين يستباح، والأرق الذي يزداد مع الفجر،.. وهكذا في حالات إنسانية رصدتها الشاعرة المعبّرة عن قضايا الذات، من خلال عناوين حضر فيها العمر والغيم والبرق والخوف.