عبد الله بن محمد بن فرج المسعري الدوسري، الذي يُعرف بـ “عبدالله الفرج”، هو واحد من أبرز شعراء الشعر النبطي في الكويت، ولقد ولد عام 1836 في مدينة الكويت وتوفي فيها عام 1901. يُعتبر عبدالله الفرج رائدًا في الشعر النبطي، حيث ارتقى به إلى مستويات تقارب الفصحى، وكان له دور كبير في تطوير هذا النوع الشعري بمفرداته وتراكيبه.
نشأته وتعليمه
نشأ عبدالله الفرج في أسرة تجارية ميسورة الحال، حيث انتقل مع والده إلى الهند لأغراض التجارة. في الهند، تلقى عبدالله تعليمه الأولي في مدارس بومباي حيث درس اللغة العربية بجانب الهندية والإنجليزية. هذا التنوع في التعليم ساعده على توسيع آفاقه الثقافية ولعب دورًا مهمًا في شكل شعره اللاحق.
شعره وأسلوبه
يتميز شعر عبدالله الفرج بأنه سلس ورقيق ويتناول أغراضًا متعددة بما في ذلك المدح والرثاء والغزل. كان لديه قدرة استثنائية على دمج المفردات النبطية بطريقة تقترب من الفصحى، مما جعل شعره يتمتع بإيقاع طرب وعذوبة. قصائده تتميز بالتوسع في المعجم، معكسًا ثقافته الشاسعة وتعدد علاقاته برجال الفكر والأدب.
مساهماته وإرثه
لم يكن عبدالله الفرج شاعرًا فحسب، بل كان له دور كبير في تأسيس الجمعيات الثقافية وتعزيز الحياة الأدبية في الكويت. تميز أيضًا بالتأثير على الأجيال اللاحقة من الشعراء بما أحدثه في الشعر النبطي. علاوة على ذلك، كان عبدالله الفرج موسيقيًا ماهرًا، حيث تعلم الموسيقى الهندية وألحن بعض قصائده بنفسه.
التكريم والتأثير
بعد وفاته، تم تكريمه بشكل خاص من قبل مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، حيث أقيمت احتفالية تكريمية بمناسبة مرور مائة عام على وفاته، ونشرت ديوانه الشعري وأصدرت كتابًا للأبحاث حول شعره. هذا التكريم يعكس القدر الكبير الذي يحظى به عبدالله الفرج في التاريخ الأدبي الكويتي.
الخاتمة
إن الشاعر عبدالله الفرج هو أحد أعمدة الشعر النبطي في الكويت، حيث ترك إرثًا لا يُنسى في نمط الشعر والتراث الثقافي. شعره لا يزال يُعزف ويُقرأ كتذكير بالجماليات الأدبية والموسيقية التي وضعها في عصره. فهو ليس فقط شاعرًا استثنائيًا ولكنه أيضًا رجل ثقافة وموسيقى ترك بصمة عميقة في تاريخ الكويت الأدبي والفني.
المصدر : AI