يضيق بها لفظٌ ويطغى بها الصَّدرُ
ويحيا بها قلبٌ ويُفنى لها العُمرُ
بأطلالها قلبٌ بكى دونَ أعيُنٍ
وقد كادتا لكن من الماءِ هم قَفْرُ
عشيَّةَ قد شدّوا الظعانَ وحسبكم
بعودٍ قلاهُ الوصلُ بالبَينِ يصفَرُّ
فأطرقتُ لا أقوى على ردِّ مدمعٍ
ولولا بهيمُ الليلِ ما طاعاني الكِبرُ
وبِتُّ صريعَ الذلِّ مُذ حيلَ بيننا
وأيَّةُ نفسٍ في الهوى عزَّها الهجرُ
ودأبي كدارٍ كنتموها فآنستْ
فبِنتُم وبان الأنسُ واستوطنَ الذُّعرُ
خرابينِ بِتنا بالهوانِ ومثلما
محتها عهودٌ قد محى رسمي الذِّكرُ
فيا صاحبَيْ عوجا على الدار وابكيا
بكاءَ خيامٍ لم يُعظَّم لها أجرُ
وهيلا على صفْحاتِها ما كتمتُما
وخُطَّا بحبرِ العينِ ما فعلَ الهجرُ
فما القبرُ إلَّا منزلٌ باتَ خاليًا
فضُمَّا ترابًا بعدَه ضمَّنا القبرُ…
الشاعر : يوسف زرزور – سوريا